في مثل هذا اليوم 27 يناير، بدأت ثورة الملاكمين في شمال الصين. هذه الثورة استمرت من 1899 إلى 1901 وكانت انتفاضة شعبية ضد النفوذ الغربي والياباني. وقد ترأستها مجموعة من الصينيين الذين ثاروا ضد الإمبريالية وانتشار المسيحية في بلادهم.
خلال القرن الـ19، تراجعت الصين أمام القوى الأوروبية. أولاً، أجبرت على قبول الفتح التجاري، مما أدى إلى حرب الأفيون. في هذا السياق، خسرت الصين هونغ كونغ وأُجبرت على دفع تعويضات ضخمة. هذه الأحداث كانت بداية ما أسمته الصين بـ”قرن الإهانة”.
ومن ثم، بدأت القوى الأجنبية بالتدخل في شؤون الصين. الصين العظيمة أصبحت تحت سيطرة ثماني دول هي: بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، روسيا، إيطاليا، اليابان، النمسا، والولايات المتحدة. في ظل هذه الظروف، تأسست جمعية الملاكمين في شمال الصين، وكان دافعها الأساسي رفض الوجود الأجنبي، خاصة الهيمنة التجارية وانتشار المسيحية.
في بداية عام 1900، تحولت أنظار الملاكمين إلى الدبلوماسيين الأجانب في بكين. ففي مايو 1900، وافقت الحكومة الصينية على إدخال قوات حماية أجنبية. وصل حينها 400 جندي من الدول الثماني لحماية البعثات الأجنبية.
ومع اقتراب الثوار من مقرات البعثات، حاصروا المقرات وبدأوا في قتل الأجانب. بالإضافة إلى ذلك، قاموا بتدمير خط السكك الحديدية لمنع وصول التعزيزات.
في تلك الفترة، طلب الضابط البريطاني ألفريد جاسيل المساعدة. لكن القوات البريطانية فشلت في الوصول بسبب تدمير السكك الحديدية، وانسحبوا في النهاية.
أسفرت ثورة الملاكمين عن خسائر بشرية ضخمة. في الواقع، قُتل حوالي 100 ألف شخص، مع غالبيتهم من المدنيين، بالإضافة إلى آلاف المسيحيين الصينيين و 200 إلى 250 أجنبيًا. كما قُتل 3 آلاف عسكري من الملاكمين.
نتج عن التمرد تغيير سياسي جذري في الصين. فقد أدي إلى سقوط سلالة تشينغ وتأسيس جمهورية الصين عام 1912.
بعد الثورة، تم توقيع بروتوكول بوكسر في 7 سبتمبر 1901. الصين اضطرت لدفع تعويضات للدول التي شاركت في قمع الثورة. البروتوكول تضمن أيضًا حظر شراء الأسلحة لمدة عامين ومنح الدول المشاركة في الحرب امتيازات خاصة داخل الصين.
إن ثورة الملاكمين كانت تمثل المعارضة الشعبية ضد التدخل الأجنبي في الصين. كما أثرت هذه الثورة بشكل كبير في السياسة الصينية وأدت إلى سقوط سلالة تشينغ، مما مهد الطريق لـ تأسيس جمهورية الصين في عام 1912.