لطالما كانت اليابان واحدة من الدول الرائدة على مستوى العالم، وقد مرت بتاريخ حافل يشمل فترات من القوة العسكرية والهيمنة. من بين تلك الفترات، استمر الاحتلال الياباني لكوريا لمدة 35 عامًا، وهو حدث ترك بصمة عميقة في التاريخ الكوري.
بدأ الاحتلال الياباني لشبه الجزيرة الكورية في 29 أغسطس 1910، حيث استمرت الهيمنة اليابانية طيلة 35 سنة. وقعت كوريا تحت السيطرة اليابانية بعد معاهدة أيولسا في عام 1905.
أبحرت اليابان إلى منطقة كوريا في عام 1876، وذلك بموجب معاهدة كانكهوا خلال عهد أسرة جوسون. وقد اعتبرت معاهدتا 1905 و1910 غير فعالتين بعد عام 1965 حيث تم الإعلان عن ذلك من قبل الحكومتين اليابانية والكورية.
انتهى الاحتلال الياباني لكوريا في عام 1945 عقب هزيمة اليابان في الحرب العالمية الثانية. ونتيجة لهذا الاحتلال، عادت كوريا للحكم الذاتي، إلا أنها انقسمت إلى كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، مع دعم كل من الاتحاد السوفيتي والولايات المتحدة الأمريكية لحكوماتهم الرئيسية.
على الرغم من الخسائر المادية والإنسانية التي تعرضت لها كوريا خلال فترة الاحتلال، إلا أن هناك بعض المكاسب المعنوية التي أدت إلى تغييرات عميقة في المجتمع الكوري. فبينما عانت البلاد من القمع والرقابة على الحريات، بدأ المجتمع الكوري في التكيف مع التغيرات الثقافية والتكنولوجية.
يبقى الاحتلال الياباني لكوريا علامة فارقة في التاريخ الكوري. وعلى الرغم من الصعوبات والمعاناة التي عاشها الشعب الكوري، إلا أن هذه الفترة كانت أيضًا مليئة بالتغيرات التي أعادت تشكيل الهوية الثقافية والتاريخية للأمة الكورية.