تعد قضية اختفاء السفينة البريطانية “ماري سيليست” واحدة من أشهر الألغاز البحرية عبر التاريخ. في عام 1872، تم اكتشاف السفينة في المحيط الأطلسي، دون أي أثر للطاقم الذي كان على متنها، مما أثار العديد من التساؤلات والتكهنات حول ما حدث لهم. في هذا المقال، سوف نتناول تفاصيل قصة السفينة ماري سيليست والألغاز التي تحيط بها.
تم بناء السفينة ماري سيليست في عام 1861 في جزيرة سبنسر في نوفا سكوشا، كندا، وكان اسمها في البداية “أمازون”. كانت مخصصة لنقل البضائع عبر المحيط الأطلسي. بعد أن تم بيعها في عام 1868، خضعت لعدة إصلاحات وتغييرات، بما في ذلك تغيير اسمها إلى “ماري سيليست” في عام 1869. في عام 1872، تحت قيادة القبطان بنيامين بريجز، انطلقت السفينة في رحلتها المشؤومة من نيويورك إلى جنوة، إيطاليا، وهي محملة بـ1701 برميل من الكحول الصناعي.
في 5 ديسمبر 1872، وبعد أقل من شهر من انطلاقها، رصدت سفينة أخرى، “دي جراتيا”، بقيادة الكابتن ديفيد مورهاوس، السفينة ماري سيليست وهي تت漂 في البحر على بعد حوالي 400 ميل شرق جزر الأزور. وعندما صعد طاقم “دي جراتيا” إلى السفينة، اكتشفوا أنها كانت في حالة بدائية وغريبة. كانت السفينة سليمة تقريبًا، لكن لم يكن هناك أي أثر للقبطان أو طاقمها، باستثناء قارب النجاة المفقود.
تم نقل السفينة إلى جبل طارق حيث بدأ التحقيق الرسمي. ومع ذلك، لم يظهر أي دليل على وقوع حادث كارثي أو هجوم على السفينة. كانت الحمولة سليمة، وكذلك ممتلكات الطاقم، بما في ذلك المال والمجوهرات. أثار هذا الأمر العديد من الأسئلة حول مصير الطاقم، وتنوعت النظريات حول ما حدث لهم.
رغم جميع التحقيقات والفرضيات المختلفة، تبقى أسئلة عديدة دون إجابة: ما الذي دفع الطاقم لترك السفينة؟ أين اختفوا؟ ولماذا لم يعودوا إلى السفينة بعد تأكدهم من عدم وجود خطر؟
ظل لغز السفينة ماري سيليست واحدًا من أكثر الألغاز المحيرة في تاريخ الملاحة البحرية. على الرغم من محاولات الكشف عن السبب وراء اختفاء طاقم السفينة، لم يتم التوصل إلى إجابة قاطعة. لا يزال هذا الحدث يشكل جزءًا من الغموض والهيبة في عالم البحار.