مخدر الترانك: تحول الأمريكيين إلى “زومبي”
يُعد مخدر الترانك، أو زيلازين، من أخطر المخدرات في العالم. ابتُكر هذا المخدر في البداية كمهدئ للحيوانات الكبيرة الحجم. مع مرور الوقت، تحول إلى مادة إدمانية قاتلة للإنسان. كما يمكن أن يحول المدمنين عليه إلى “زومبي” في الحياة الواقعية، حيث يعاني المستخدمون من آثار مدمرة على جسدهم وعقولهم.
في عام 2021، بدأ ظهور مخدر الترانك بشكل مكثف في حي كنسينغتون في فيلادلفيا. قبل أن يكتشف اليوتيوبر تايلر أوليفيرا هذا المخدر، لم يكن الموضوع معروفًا في وسائل الإعلام الأمريكية. ولكن، بعد أن نشر أوليفيرا فيديو بعنوان “لقد قمت بالتحقيق في مدينة الزومبي الحقيقية…” حقق الفيديو ملايين المشاهدات، مما أثار انتباه الإعلام والجمهور لهذا المخدر. وهذا دفع وزارة الصحة الأمريكية للانتباه إلى هذه الظاهرة، حيث بدأت التحقيقات في آثار هذا المخدر.
يُعرف الترانك أيضًا بالزيلازين، وهو مهدئ يستخدم في الطب البيطري. كان الهدف الأصلي من استخدامه تهدئة الخيول والحيوانات الكبيرة الأخرى. ولكن عندما يُستخدم البشر هذا المخدر، تظهر آثار جانبية مدمرة تشمل فقدان الذاكرة، ضعف التنفس، وهبوط حاد في ضغط الدم. كما يسبب التقرحات الجلدية النخرية، مما يعني أن الضحية تموت ببطء وهي على قيد الحياة.
الآثار الجانبية لهذا المخدر قاتلة. أولاً، يسبب التقرحات النخرية التي تدمر الأنسجة الحية. ثانيًا، يسبب اضطرابات في التنفس قد تؤدي إلى الاختناق. علاوة على ذلك، يصعب علاج جرعة زائدة من هذا المخدر، حيث لا يستجيب الجسم للترياق التقليدي. وهذا ما يجعل الترانك من أخطر المخدرات في الوقت الحالي.
انتشر الترانك بسرعة في الولايات المتحدة وكندا. في كندا، تم تسجيل العديد من الوفيات بسبب التسمم بالزيلازين. في عام 2022، كانت معظم حالات التسمم ناجمة عن مزج الترانك مع الفنتانيل، مما يزيد من خطر الموت. وفي الولايات المتحدة، تزايدت الوفيات بسبب الجرعات الزائدة من الترانك، لا سيما في مناطق مثل الجنوب والغرب الأوسط.
بعد انتشار الفيديوهات الصادمة عن “مدينة الزومبي”، بدأ البعض في السفر إلى فيلادلفيا بهدف تصوير المدمنين. نشر صناع المحتوى هذه الفيديوهات على منصات مثل يوتيوب وتيك توك، لكن ما يحدث في هذه الفيديوهات ليس مجرد محتوى مثير للفضول، بل هو استغلال مباشر لمآسي البشر. وبالتالي، تجنب الكثير من المعلقين الإعلاميين وصناع المحتوى استغلال هذه القصص لأغراض تجارية غير أخلاقية.
ظهر العديد من صناع المحتوى الذين يسافرون إلى مناطق مثل كنسينغتون فقط لتوثيق حالات المدمنين. يتم تصوير هؤلاء الأشخاص وهم في أسوأ حالاتهم بدون أي احترام لحقوقهم. لذلك، يعتبر هذا النوع من المحتوى غير أخلاقي ويجب أن يتوقف فورًا. من المهم أن ندرك أن المدمنين يحتاجون إلى المساعدة وليس إلى استغلال معاناتهم.
من المهم أن يدرك الجميع أن المدمنين يحتاجون إلى المساعدة وليس إلى استغلال معاناتهم. سارة لوريل، مؤسسة “Savage Sisters”، تشدد على ضرورة وقف هذا النوع من الاستغلال. تقول إنه يجب أن يُعامل هؤلاء الأشخاص بكرامة، ولا يتم تصويرهم لتحقيق مكاسب مادية. بدلاً من التقاط الفيديوهات، يجب أن تتجه الجهود نحو توفير الدعم والعلاج لهم.
مخدر الترانك هو أحد أكبر التحديات التي تواجه المجتمع الأمريكي. في حين أن هذه الظاهرة المروعة يجب أن تلفت الانتباه إلى خطورة المخدرات الجديدة، يجب أن نتذكر أن معاناة المدمنين ليست مادة للعرض، بل هي نداء للمساعدة الإنسانية. من خلال التوعية والمساعدة الحقيقية، يمكننا أن نساعد في تقليص انتشار هذا المخدر الخطير.