تعتبر معركة روضة مهنا نقطة تحول تاريخية في مسيرة توحيد المملكة العربية السعودية. وقعت هذه المعركة في عام 1324 هـ (الموافق 1906 م)، وشاركت فيها قوات إمارة نجد بقيادة الملك عبد العزيز آل سعود ضد قوات جبل شمر التي كان يقودها عبد العزيز بن متعب آل رشيد، بدعم من 200 جندي عثماني. بهذا الشكل، شكلت المعركة بداية جديدة لمستقبل المملكة العربية السعودية.
لقد كانت المعركة حاسمة في إنهاء الوجود العثماني في وسط وشرق الجزيرة العربية، مما مهد الطريق أمام المؤسس لإعلان سيطرته على منطقة القصيم. على الرغم من التفوق العددي للخصوم، تحرك الملك عبد العزيز بسرعة عقب تلقيه الأخبار حول تحركات الأعداء في روضة مهنا، حيث قام بإرسال الفرسان لمواجهة قوات العدو. بهذه الطريقة، أظهر الملك عبد العزيز استعداده الكامل للمضي قدماً في مواجهة التحديات.
خلال المعركة، أبدت قوات الملك عبد العزيز شجاعة وإصراراً غير عاديين. مع تزايد الضغط من جانب جيش آل سعود، لم يتمكن عبد العزيز بن متعب آل رشيد من الصمود أمام الهجوم، حيث لقوا حتفهم في المعركة. نتيجة لذلك، تحقق النصر الحاسم لأبناء الملك عبد العزيز، مما أسفر عن بداية زوال حكم آل رشيد من المنطقة. وبهذا، بدأت مرحلة جديدة من النصر والحرية للمملكة.
بعد انتهاء المعركة، واصل الملك عبد العزيز تقدمه نحو حائل، رغم التحديات التي واجهته. بعد ذلك، قرر احتجاز أمير بريدة، مما زاد من قدرته على السيطرة على المنطقة. كما أن هدفه كان واضحًا: طرد المحتل العثماني من جميع أراضي المملكة. بهذه الخطوة، بدأ الملك عبد العزيز في وضع الأساس للمملكة الموحدة.
توجت هذه المعركة بالإجهاز على وجود القوات العثمانية والاعتراف الكامل بسيطرة الملك عبد العزيز على القصيم. في هذا السياق، ساهمت المعركة في تعزيز موقفه كزعيم للبلاد وفتح الطريق نحو توحيد المملكة العربية السعودية.
في النهاية، كانت معركة روضة مهنا علامة فارقة في تاريخ المملكة. تجسد هذه المعركة إصرار الشعب السعودي على نيل الحرية واستعادة سيادته. إنها قصة شجاعة ومثابرة تبين كيف يمكن أن يقف الأبطال في وجه التحديات من أجل بناء مستقبل مشرق.