تُعد معركة سبيطلة من الأحداث المهمة في تاريخ الفتوحات الإسلامية. وقعت المعركة بعد استشهاد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث توقفت الفتوحات لفترة. لكن سرعان ما استأنف المسلمون فتوحاتهم بقيادة عبد الله بن سعد بن أبي سرح، الذي كان يهدف إلى توسيع نطاق الفتوحات في إفريقيا عبر اتباع السياسات العسكرية السابقة.
حظيت الحملات الاستكشافية التي قام بها المسلمون بنجاح ملحوظ، مما شجع الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه على استئناف عمليات الجهاد وتنظيم الجيوش لهذا الغرض. في هذا السياق، اجتمع العديد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم مع قبائل مختلفة تحت لواء الجيش الذي عُرف بجيش العبادلة. بلغ عدد المجاهدين حوالي 20 ألف مقاتل.
قبل شن الهجوم على سبيطلة، اتخذ الحاكم الأرمني جريجوريوس المدينة مركزًا لحكمه. شكلت سبيطلة نقطة استراتيجية هامة على الحدود مع الأراضي البيزنطية، وموقعها الجغرافي جعل منها جدارًا دفاعيًا ضد هجمات البربر والمسلمين على حد سواء.
عندما وصل الجيش الإسلامي بقيادة عبد الله بن سعد إلى برقة، التقى بعقبة بن نافع وانطلقوا نحو طرابلس، التي كانت قد خرجت عن طاعة المسلمين. لكن عبد الله بن سعد شعر بالقلق من إمكانية انقطاعهم عن سبيطلة بسبب الحصار. ومع استمرارهم في المسير، استقر الجنود في إقليم قمونية للتحضير قبل بدء المعركة.
دخل المسلمون في مفاوضات مع البيزنطيين من أجل الاستسلام ودفع الجزية، ولكن سرعان ما فشلت هذه المفاوضات. اندلعت مناوشات حربية بين الطرفين، مما أدى إلى شعور المسلمين بالإحباط. ولكن، بفضل استراتيجية اتخذها عبد الله بن الزبير، تمكن المسلمون من تحقيق نصر كبير على قوات البيزنطيين.
نتج عن المعركة نتائج إيجابية للمسلمين، مما أتاح لهم الفرصة للزحف في العمق داخل الأراضي البيزنطية. كانت لهذه المعركة تأثيرات طويلة المدى على علاقة المسلمين بالبيزنطيين.
تظل معركة سبيطلة رمزًا من رموز الفتوحات الإسلامية. أظهرت المعركة شجاعة وبسالة المسلمين في مواجهة أعدائهم. كما تُبرز أهمية الوحدة والتخطيط الاستراتيجي في تحقيق الانتصارات في ميادين القتال.