مارك زوكربيرغ، بيل جيتس، إيلون ماسك، وغيرهم من كبار مليارديرات صناعة التكنولوجيا قد قاموا (أو بصدد بناء) ملاجئ يوم القيامة للبقاء على قيد الحياة في حالة حدوث الكارثة التي يعتقدون أنها قادمة. لا يوجد أي دليل على أن أي منهم يعترف بالدور الذي يلعبونه في زيادة احتمالات حدوث ذلك. كما أن مليارديرات التكنولوجيا الذين تصوّرهم الكاتبة نعومي ألدرمان في روايتها “المستقبل” يظهرون بنفس الشكل غير المبالي. فهم يهيمنون على اقتصاد العالم في المستقبل القريب بشكل أكبر من ماسك وآخرين في الوقت الحالي. تتبع الرواية سلوكهم مع تدهور الظروف في العالم بشكل متسارع، ويبدأون في وضع خطط للجوء إلى تحت الأرض في رفاهية معزولة حول الكوكب. المستقبل في الرواية هو عالم بقاء.
نعومي ألدرمان ليست من المعجبين بالمليارديرات أو وسائل التواصل الاجتماعي أو الفجوة بين الأغنياء والفقراء أو المعاملة القاسية للحيوانات أو تدمير البيئة. كل هذه الأمور تظهر بوضوح في صفحات “المستقبل”. ولكن يظهر موضوعان بشكل أكثر وضوحًا. الأول هو احتفالها بالطبيعة، حيث خصصت صفحات طويلة لوصف جمال الطبيعة من حولنا. الثاني هو إدانتها للسلوك الاستحواذي الذي خرج عن السيطرة، وهو ما أدى إلى تراكم ثروات هائلة وصلت إلى مئات المليارات بينما يعاني الملايين من الفقر. هذا السلوك يتجسد بوضوح عندما يجتمع أقوى ثلاثة مليارديرات في صناعة التكنولوجيا للتآمر حول كيفية النجاة من نهاية العالم القادمة.
تُمثل هذه الشخصيات الثلاثة بشكل عام قيادة التكنولوجيا في عصرنا الحالي. على الرغم من أن كل شخصية لا تطابق شخصية معينة تمامًا، إلا أن هناك تشابهات عامة. لينك سكيتليش هو الرئيس التنفيذي لشبكة “فانتيل” الاجتماعية، ويعد أكثرهم تطابقًا مع مارك زوكربيرغ. زيمري نوميك، الرئيس التنفيذي لشركة “أنفيل” العملاقة في اللوجستيات والمشتريات، يمتلك “أكثر من أي شخص آخر على وجه الأرض”. قد يكون نظيره هو جيف بيزوس، ولكن التشابه ليس كبيرًا. أما إلين بايتر، فهي الرئيس التنفيذي لشركة “ميدلار تكنولوجيز”، التي تعتبر الشركة الأكثر ربحًا في مجال الحوسبة الشخصية (أبل). كانت بايتر سابقًا قائدة استحواذات في الشركات حيث سيطرت على “ميدلار”، مما دفع مؤسس الشركة إلى الثراء بشكل هائل.
تتعمق الحبكة عندما يجتمع لينك سكيتليش، زيمري نوميك، وإلين بايتر في اجتماع سري في لندن للتخطيط لاستراتيجية مشتركة لنهاية العالم
