ذكرى أحداث الخبز: 3 جانفي 1984
في مثل هذا اليوم، 3 جانفي 1984، شهدت تونس مظاهرات عارمة في جميع المدن الكبرى. تلك المظاهرات جاءت عقب إعلان الوزير الأول آنذاك، محمد المزالي، عن مضاعفة أسعار العجين ومشتقاته. في الواقع، بدأت انتفاضة الخبز من مدينة دوز في الجنوب، حيث اندلعت الاحتجاجات بمناسبة السوق الأسبوعية في 29 ديسمبر 1983. هذه المظاهرات أدت إلى مواجهات بين المتظاهرين وقوات النظام العام.
في البداية، انتشر الغضب بسرعة ليشمل مدينة قبلي ومدينة سوق الأحد المجاورة في اليوم التالي. ومع مرور الوقت، اتخذت الاحتجاجات طابعًا عنيفًا، خاصة عندما امتدت إلى مدينة الحامة. كما أن زيادة أسعار العجين ومشتقاته، التي دخلت حيز التنفيذ في 1 جانفي 1984، عمقت من حدة الاحتجاجات.
بذلك، انتشرت الحركة الاحتجاجية إلى مناطق الشمال والوسط الغربي، حيث شهدت مدن مثل الكاف، القصرين، وتالة احتجاجات واسعة. كما شملت الاحتجاجات بقية مناطق الجنوب مثل قفصة، قابس، ومدنين. نتيجة لذلك، تدخل الجيش في هذه المناطق بعد أن عجزت قوات النظام العام عن الحد من توسع الانتفاضة.
في 2 جانفي، أعلنت وزارة الداخلية عن سقوط قتلى وجرحى في مناطق قبلي، الحامة، القصرين، وقفصة. بالتالي، دخلت المنطقة الصناعية بقابس في إضراب شامل، وانطلقت مسيرات كبرى نظمها العمال والطلبة. في الوقت ذاته، انضم طلبة الجامعات والمدارس الثانوية في مدن تونس وصفاقس إلى الاحتجاجات، حيث عبروا عن رفضهم لقرار إلغاء الدعم عن العجين ومشتقاته.
وبحلول 3 جانفي، بلغت الانتفاضة ذروتها. أصبح الوضع أكثر توترًا مع مواجهات مفتوحة بين المتظاهرين من جهة، وقوات النظام العام والجيش من جهة أخرى. في هذا السياق، تعرضت المحلات، السيارات، المؤسسات، والحافلات للحرق في شوارع العاصمة وضواحيها، كما انتشرت هذه الأحداث إلى العديد من المدن في الساحل والمناطق الداخلية. نتيجة لذلك، خلفت الأحداث العديد من القتلى والجرحى في صفوف المتظاهرين.
في النهاية، توقفت الاحتجاجات بعد إعلان الرئيس الحبيب بورقيبة تراجعه عن تلك الإجراءات، وأعلن عن إعادة النظر في الميزانية الجديدة في فترة لا تتجاوز ثلاثة أشهر.
