في مثل هذا اليوم 17 جانفي 1784، أعلن حمودة باشا الحرب على جمهورية البندقية دفاعًا عن سيادة تونس وحماية لتُجّارها وتجارتها الخارجية. ويرتبط السبب المباشر للحرب بسوء المعاملة التي تعرض لها التجار التونسيون من قبل سلطات البندقية في مالطة، حيث تم إحراق حمولة سفينتهم. بناءً على ذلك، طالب حمودة باشا حكومة البندقية بتعويض التجار التونسيين، ولكن تسويف البنادقة زاد من تعكير العلاقات بين البلدين. إضافة إلى ذلك، نفذت البندقية أعمالًا استفزازية ضد الحمولات التجارية التونسية، مما أدى إلى تصاعد التوترات.
وفي هذا السياق، زادت مطالب حمودة باشا للبندقية بتعويض مضاعف للخسائر. ومع استمرار إمتناع البندقية عن الاستجابة للمطالب التونسية، قرر حمودة باشا إعلان الحرب في 17 جانفي 1784 لإجبار البنادقة على احترام سيادة تونس. بعد ذلك، اتخذ الباي الإجراءات الدفاعية اللازمة وأعلن الحرب على الأسطول البندقي العامل في البحر المتوسط.
بعد خمسة أيام من إعلان الحرب، أمر حمودة باشا الأسطول البندقي والمفاوضين بترك المياه الإقليمية التونسية في غضون 24 ساعة. لكن، عندما حلّت صيف 1784، حلّ مكان القبطان القديم إيمو C.Emo قبطان جديد عنيد، مما أدى إلى تصعيد الحرب. ومع ذلك، ظلّ حمودة باشا صامدًا في موقفه، حيث استمر في الحرب حتى تحقيق تعويضات كافية لتونس.
بحلول عام 1786، شعر القبطان إيمو C.Emo بعدم نجاح مهمته في تحقيق الانتصار، فكتب إلى حمودة باشا مهددًا بأن يقبل المطالب البنادقية، وإلا فسيتم تدمير حصون حلق الواد. لكن، جاء رد حمودة باشا حاسمًا: “الصلح يكون في دفع جميع خسائر تونس، وإذا هدمت الحصون، ستكون البندقية مجبرة على إعادة بنائها”. بالتالي، بعد 8 سنوات من الحرب، قررت البندقية إنهاء الحرب التي كلفتها ثروة طائلة، خاصة بعد موت القبطان إيمو C.Emo بشكل مفاجئ في مالطة.
في هذا الوقت، ظهرت تهديدات جدية من الجزائر، مما جعل حمودة باشا يسرع في إنهاء الحرب لتجنب محاربة عدوين في وقت واحد. لذلك، بدأ الباي مفاوضات جديدة مع البندقية، حيث تم التوصل إلى معاهدة صلح في 2 ماي 1792. وقد كانت هذه المعاهدة لصالح تونس، حيث تضمنت تعويضات كبيرة وهدايا ثمينة للباي.
من أهم نتائج هذه الحرب:
ختامًا، أثبتت هذه الحرب قدرة تونس على الدفاع عن مصالحها وحماية سيادتها، مما جعلها أكثر احترامًا في الساحة الدولية.