عانت البشرية من ويلات الحروب والنزاعات على مر العصور، ولكن تبقى الحربين العالميتين الأولى والثانية من بين أكثر المواجهات دماراً في التاريخ. في هذا المقال، نستعرض أسباب نشوب هاتين الحربين والاختلافات بينهما.
تُعرف الحرب العالمية الأولى، أو “الحرب العظمى”، بأنها واحدة من أكثر الصراعات العسكرية شراسة. بدأت الحرب في 28 يوليو 1914 وانتهت في 11 نوفمبر 1918. شارك فيها أكثر من 70 مليون جندي من مختلف الدول، مما أدى إلى مقتل أكثر من تسعة ملايين مقاتل وسبعة ملايين مدني.
توزعت الأطراف المتنازعة إلى تحالفين رئيسيين: الحلفاء (بريطانيا، فرنسا، روسيا) وقوات المركز (ألمانيا، النمسا، الدولة العثمانية). اشتعل التوتر بسبب الصراع على المستعمرات والهبات الاقتصادية. لكن السبب المباشر كان اغتيال الأرشيدوق فرانز فرديناند، الذي أدى إلى تفجر الصراع.
تُعد الحرب العالمية الثانية الأكثر دموية في التاريخ الحديث. استمرت الحرب من سبتمبر 1939 حتى سبتمبر 1945 وشارك فيها أكثر من 100 مليون شخص من حوالي 30 دولة. بلغ عدد القتلى بين 50 و85 مليون شخص، وشهدت الحرب استخدام القنابل النووية في هيروشيما وناغازاكي.
تعددت أسباب الحرب. أبرزها كانت الاستجابة لأزمة معاهدة فرساي، وظهور الأنظمة الدكتاتورية في أوروبا، وفشل محاولات نزع السلاح، وصعود هتلر. اشتبك حلفاء الحرب مع دول المحور في صراع واسع النطاق.
انتهت الحرب العالمية الثانية بهزيمة دول المحور واحتلال الحلفاء لألمانيا. غيرت هذه الحرب الهيكل السياسي والجغرافي للعالم. انهيار القوى الأوروبية وصعود الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي كقوى عظمى كان أبرز نتائجها.
كما أسفرت الحرب عن تأسيس الأمم المتحدة. هدفت هذه المنظمة إلى الحفاظ على السلم والأمان الدوليين، وهي تعكس كيف تعلمت البشرية من مآسي الماضي.
بينما عانت البشرية من ويلات الحربين العالميتين، تبقى الدروس المستفادة حاضرة في ذاكرتنا. تاريخنا اليوم هو نتيجة تلك الكوارث. يجب أن نتعلم من الماضي لمنع تكراره في المستقبل.