في قلب الصراع الكوري، تبرز “حرب المكبرات” كمظهر رمزي للصراع الذي تجاوز الاستخدام العسكري نحو صراع ذهني وثقافي بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية. تشكيل هذه الحرب بدأ منذ فترة الحرب الكورية في الخمسينات، حيث تم وضع المكبرات الصوتية على الحدود للاستخدام في الدعاية المتبادلة.
تعتبر الحكومة الكورية الجنوبية أن قوتها في نشر الرسائل من خلال المكبرات الصوتية تفوق ما تمتلكه كوريا الشمالية، حتى في ظل توافر الأسلحة النووية لدى الأخيرة. تمتلك كوريا الجنوبية مئات المكبرات التي تبث الأغاني والرسائل الإيجابية محاولاً كسر الحدود النفسية التي فرضتها الحرب.
رداً على هذه الأنشطة، قامت كوريا الشمالية بتشغيل مكبرات الصوت الخاصة بها لترويج صورة الزعيم الكوري الشمالي، مع تحذيرات من احتمالية اندلاع الحرب نتيجة لهذه الأعمال الاستفزازية. وقد تم توثيق هذه الأحداث من خلال تغطية إعلامية واسعة، حيث ظهرت الحشود في بيونغ يانغ تعبر عن تأييدها للزعيم كيم جونغ أون.
طوال الأعوام من 1950 حتى 1953، استُخدمت وحدات صوتية لتحريك الدعاية في أجواء مشحونة. وكرد فعل على الاستفزاز، هددت كوريا الجنوبية بالقصف لتوقف الصوت الصادر عن صحيفة الدعاية الكورية الشمالية. مما أدى إلى توقف مؤقت لمكبرات الصوت من الجانبين، وتأثيرات واضحة على خطط الحروب النفسية في المستقبل.
إن الصراع الدائر بين الكوريتين يتجاوز كونه عسكرياً، ليصبح صراعًا عربيًا في الأذهان والقلوب. ويظل السؤال قائمًا، هل ستستمر هذه الحرب النفسية في تشكيل مستقبل العلاقات بين الدولتين، أم ستكون هناك فرصة للسلام؟