تُعَدُّ معركة نسيب، المعروفة أيضًا بمعركة نزيب، إحدى المعارك البارزة التي وقعت بين الدولة العثمانية وقوات محمد علي باشا المصرية في عام 1839. عُقدت هذه المعركة في منطقة نسيب الواقعة جنوب تركيا حاليًا، وكانت لها آثار بعيدة على التاريخ العثماني والمصري.
شهدت تلك الفترة توترات شديدة في العلاقة بين الدولة العثمانية ومحمد علي، نتيجةً لسياسات التجنيد الإجباري التي فرضها الأخير. كانت القوى الأوروبية تدعم الدولة العثمانية في محاولة لها للحد من طموحات محمد علي في السيطرة على سوريا. أدت هذه التوترات إلى انقسام كبير في وحدة الدولة العثمانية.
حاولت عدة دول أوروبية، مثل بريطانيا والنمسا، استغلال الضعف الذي أصاب الدولة العثمانية لوقف توسع محمد علي، وذلك عبر دعم الجيش العثماني وقطع الاتصالات بين القوات المصرية والمواقع البحرية. حدث ذلك رغم النجاح الذي حققه إبراهيم باشا، قائد الجيش المصري، خلال الحملات السابقة.
عند وصول جيش إبراهيم باشا إلى منطقة المعركة، وضع خطة لاستكشاف معسكرات العثمانيين ومحاصرتهم. ومع ذلك، حدثت أخطاء استراتيجية من الجانبين، كانت أبرزها قلة الذخائر لدى إبراهيم باشا ونقاط الضعف في الجانب الأيسر من الجيش العثماني. ورغم هذه التحديات، قاد إبراهيم باشا هجومًا قويًا على القوات العثمانية ما أسفر عن هزيمتهم.
أسفرت المعركة عن هزيمة ساحقة للجيش العثماني، حيث تم أسر عدد كبير منهم وأعلنوا ولاءهم لمصر. ونتيجةً لذلك، استحوذ الأسطول العثماني على الإسكندرية، مما ساهم في تقوية محمد علي. ولكن العداء بين القوى الأوروبية والدولة المصرية استمر، حتى تم توقيع معاهدة لندن عام 1840 لتقليص نفوذ مصر في المنطقة.
تظل معركة نسيب علامة فارقة في التاريخ العسكري والسياسي للشرق الأوسط، حيث تعكس الصراعات على السلطة والنفوذ في القرن التاسع عشر.