منذ عامين، كنت أواجه عادة سيئة تتمثل في الاستيقاظ متأخراً للعمل. كان يومي يبدأ بنفس الطريقة كل صباح: أبدأ العمل، أؤدي مهامي، وأعد الساعات حتى أتمكن من مغادرة المكتب. في المساء، كنت ألعب ألعاب الفيديو. وفي اليوم التالي، كان نفس الشيء يتكرر.
لكن الآن، ما زلت ألعب ألعاب الفيديو كثيراً، لكنني أستيقظ مبكراً وأدرس أو أكتب كل يوم قبل بدء يوم عملي من التاسعة إلى الخامسة. تغيرت سلوكياتي، وهذا قادني إلى وظيفة جديدة بزيادة في الراتب تصل إلى 40% وانتقلت إلى شقة لا أضطر لمشاركتها مع الغرباء. الحياة لم تصبح أسهل، بل أصبحت أكثر انشغالاً، لكن بالطريقة الأفضل.
في هذا المقال، سأستخدم ألعاب الفيديو كمثال لشرح كيف أدرس بانتظام. التفكير بهذه الطريقة يجعل الدراسة ممتعة، وآمل أن يكون ما أشاركه مفيدًا لك أيضًا.
في معظم ألعاب الفيديو، لدينا مهمة رئيسية نعمل عليها ونطور مهاراتنا أثناء اللعب. وكذلك لدينا مهام جانبية، ومع إتمام هذه المهام، نحسن مهاراتنا ونفتح إمكانيات جديدة. إن المهمة الرئيسية هي الهدف الذي نسعى لتحقيقه، أما المهام الجانبية فهي المعالم التي نصل إليها أثناء رحلتنا نحو الهدف. وعند إتمام المهام الجانبية، نحصل على مكافآت تعزز تجربتنا.
في العام الماضي، كان هدفي أن أصبح مهندس سحاب. لتحقيق هذا الهدف، كان لا بد من تعلم مهارات جديدة وتطبيقها في مشاريع مشابهة للمشاريع التي يعمل عليها مهندسو السحاب. كانت الأهداف الفرعية تتمثل في تعلم البرمجة، واجهات البرمجة (APIs)، وقواعد البيانات، وغيرها. ومع كل خطوة تعلمت فيها شيئًا جديدًا، كنت أفتح مهارة جديدة.
عندما نفشل أو نواجه صعوبة في لعب لعبة ما، نشعر بالتحدي، مما يدفعنا للعودة ومحاولة الفوز مرة أخرى. هذا هو السبب في أننا نستمر في اللعب: لا يتعلق الأمر بالحافز بقدر ما يتعلق بحبنا لتحدي أنفسنا، وهذا هو نفسه في الحياة اليومية.
عندما كنت أعيش مع خمسة غرباء في منزل مشترك، كان ذلك يشكل تحديًا مستمرًا. لم أكن أرغب في تخصيص وقت للطهي بسبب ازدحام المطبخ، أو التأكد من أن غرفة المعيشة خالية لأتمكن من الاسترخاء. وكان كل تفكير في تحسين وضعي المالي، ودفعني إلى دراسة المزيد لتحقيق هدف الحصول على شقة خاصة بي.
قبل تطوير عادتي الجديدة، انتقلت إلى مدينة جديدة حيث لم أكن أعرف أحداً. كان ذلك فرصة للتركيز على أهدافي بعيداً عن المشتتات. وعلى الرغم من أن بعض الناس قد يجدون ذلك محبطاً، فإنني رأيت فيه فرصة كبيرة للاستفادة من الوقت والعمل على طموحاتي. أصبحت أذهب إلى النوم مبكرًا بدلًا من السهر على ألعاب الفيديو، لأتمكن من الدراسة والذهاب إلى الصالة الرياضية قبل بدء عملي.
إن العمل بدوام كامل يجعل من الصعب تخصيص وقت للدراسة. بعد يوم طويل في العمل، نميل إلى الاسترخاء على الأريكة وفتح تطبيقات التواصل الاجتماعي، محاولةً الهروب من مسؤوليات الحياة. نعلم أن هذه العادات لا تقربنا من أهدافنا، لكن بعد يوم طويل في العمل، نعتقد أننا نستحق وقتًا للاسترخاء.
في هذه اللحظات، يجب أن نتخذ القرار اليومي للجلوس في مكان مخصص للدراسة. من أجل تطوير عادة الدراسة، استخدمت تطبيقاً لتنظيم الوقت. كنت أخصص وقتًا صباحياً: الاستيقاظ الساعة السادسة صباحًا، والاستحمام لمدة 15 دقيقة، وتنظيف أسناني لمدة 5 دقائق. وفي هذه الفترة، كنت أخصص من 45 إلى 60 دقيقة للدراسة.
مراقبة تقدمي مع مرور الوقت كان له تأثير كبير على الحفاظ على عزيمتي. كان ذلك بمثابة تعويض عن الأيام التي شعرت فيها بالإحباط أو عندما شعرت أنني لا أحرز أي تقدم. مثل ألعاب الفيديو التي توضح تقدمك من خلال النقاط أو المزايا المضافة، كان تتبع تقدمي في الدراسة يعطيني ملاحظات مرئية حول مدى قربني من تحقيق هدفي.
كنت أستخدم تطبيق “Notion” لتوثيق كل مهارة جديدة تعلمتها في طريق أن أصبح مهندس سحاب. وكنت أقارن ما تعلمته مع “المتطلبات” و”المهارات المفضلة” في أوصاف الوظائف.
تساعد الألعاب الإلكترونية في تعلم مهارات جديدة بشكل منتظم، حتى مع وجود وظيفة بدوام كامل. تتبع الأهداف وقياس التقدم وتنظيم الوقت يسهل بشكل كبير عملية التعلم. العثور على الهدف ليس سهلاً دائماً، لكن عندما نكتشف هدفنا، تصبح هذه العادات الإيجابية عاملًا رئيسيًا لتحقيق النجاح.